اقتباسات الدكتور محمود درويش
إن التقدم الهائل السريع الذي يشهده العالم اليوم له أسباب كثيرة، يقف في مقدمتها الاهتمام الشديد بالبحث العلمي، ففي الوقت الذي تقف فيه المشروعات العربية، في مجال البحث والتطوير، عند عتبة الدعاية البعيدة عن جدية الإنجاز، أو عند باب الترف الأكاديمي فحسب، نجد أن دول العالم المتقدم تكرس الكثير والوفير من إمكاناتها لدعم البحث والتجارب العلمية المختلفة من أجل التطوير، ومن أجل مستقبل أكثر ثباتا.
البحث العلمي هو الطريق الوحيد للمعرفة حول العالم، ويعتمد على الطريقة العلمية، التي تعتمد بدورها على الأساليب المنظمة الموضوعة في الملاحظة وتسجيل المعلومات ووصف الأحداث وتكوين الفرضيات، وهي خطوات منظمة تهدف إلى الاكتشاف وترجمة الحقائق. وهذا ينتج عنه فهم للأحداث والاتجاهات والنظريات، ويعمل على وجود علم تطبيقي خلال القوانين والنظريات.
في واقع الأمر أن المجتمعات الغربية، وعلى رأسها المثقفين، لم تهتم بوضع مناهج للعلوم الإنسانية، إلا بعد أن وضعت الأسس الفلسفية لتأسيس العلوم الإنسانية، فعصر الأنوار لم يظهر إلا بعد أن انتشر الوعي الفلسفي داخل الطبقة المثقفة في أوروبا، ونتيجة لذلك؛ انتشر الوعي بالاهتمام بدراسة علوم الإنسان انطلاقا من النزعة الإنسانية التي ظهرت في عصر الأنوار.