معلومات إضافية

المؤلف

هذه غرفة جميلة، لكنها ليست على حقيقتها، لو تراها كما أرى لما تمددتَ بهذا السلام على البت، دعني الى جوارك مرغمًا، فأنا أحياني القمر لأجلك وحدك يا صاحب الجسد الجميل، إن الذي مضى مهدٌ للذي يأتي، دَمَسُ السنون الخالية أضعه عنك الى الأبد في هذه الأمسية…
ستبيت في بُعدِنا الليلة!
انتفض الفتى من مكانه صارخًا يعبر سواد غرفته الى مفاتيح الإضاءة، فأضاء الغرفة وعاد الى فراشه يتفقده وينادي بثقة مُدَّعاه:
– أين أنت، أنا لا أخشاك.
فأنتبه الفتى إلى ظله يُخسف من أسفلهِ خسفًا حتى اختفى، فهوى أرضًا يحاول إمساكه ويقول:
– سحقًا لكي يا كارين سحقًا، ألم تملّي؟
فنادت بصوت لا تنادي به أنثى تقول:
– جسدٌ بلا ظل كـ جسدٍ بلا روح، لا ظلال للموتى، ولا ملاذ لك الليلة.
فانطفأ الضوء، والتصق بظهره سعير هائج منتشي، ثم فأس تزحف فوق رأسه ببطء، فسال الدم يعبر على وجهه ويسكن ثوبه، فهاج المستاء بالخوف والغضب وأنتزع جسده هاربًا نحو الباب…
لكنه لم يعبر بل توقف من صدمة جديدة؛ طفلٌ باكي يقف بعيدًا خارج الغرفة، يكاد يُرى في هذه الظلمة، من ورائه جلاد غير بشري، فأسُه مرتفع في سماء حالكة، تقطر منه دماء الشاب الذي لا يزال عند الباب، ولّت الظلمة من ضوء بارق أستمر ثانية واحدة، فرأى الشاب أن هذا الطفل الباكي هو نفسه عندما كان طفلا!! فسأل بفجعته:
– أهذا أنا؟!
فأُجيب بحفيف أن لا، وتابع:
– هذا الجسد مات مالكه في ذلك العمر وحللت أنت فيه حتى الآن، أنت لست أنت، أنت لست ما تعتقد.
عاد الضوء يناهض الظلمة، وفور الخفوت ضرب ذلك الكائن بالفأس رأس الطفل ففتقه نصفين حتى العنق، فتناثرت الدماء الكثيرة في الأرجاء التي حول الطفل، وتتابع فيض الدم من رأسه الى الأسفل حتى أصبح يقف فوق بركة دامية.
توقف البكاء وبدأ الطفل يخرج من الظلام يتجه نحو الضوء النافذ من باب غرفة الشاب، يجر بقدمه الدم حتى بدأت تتضح معالمه الجديدة؛ الفأس مغروس في رأسه فلا لعيناه سبيل تحت الدماء، بيد أنهما برزتا من مكانهما بروزًا بينًا، ولا لأنفه جمع بعد الفتق، ولا لفمه انفراج بعد الغلق، مع ذلك كان يتحرك! يتجه ببطء نحو الشاب، فناداه صوت غير كارين من خلفه يقول:
– أخرج، أخرج…
فأنتفض الشاب ولوح بيده الى الخلف وصاح يائسًا:
– من لي انا الضعيف.